يعد مرض السكري النوع الثاني مرض مزمن يحدث عندما لا ينتج الجسم الكمية الكافية من الأنسولين أو عندما لا يستجيب الجسم للأنسولين، وفي الحالتين تكون النتيجة عدم وجود أنسولين كافي لإدخال الجلوكوز إلى خلايا الجسم مما ينتج عنه تراكم الجلوكوز في الدم.
وربما تتساءل هل توصل الطب إلى علاج السكري النوع الثاني نهائيًا ؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.
هل يمكن علاج السكري النوع الثاني نهائيًا ؟
يمكن الوصول بمرض السكري إلى حالة الخمود وهذا يحدث عندما لا يظهر الجسم أي علامة على وجود مرض السكري، لكن يمكننا القول بأنه تم علاج مرض السكري النوع الثاني نهائيًا في هذه الحالة، إذ إن مرض السكري مازال موجودًا في الجسم.
وتُشخص حالة خمود مرض السكري عندما يكون تحليل السكر التراكمي HBA1c أقل من 6، ويوجد العديد من أشكال خمود السكري مثل:
- خمود جزئي: عندما يكون سكر الدم في مستوى ما قبل مرض السكري ويظل هكذا لفترة تصل إلى عام دون الحاجة إلى تناول أدوية علاج مرض السكري.
- خمود كلي: عندما يكون سكر الدم في المستوى الطبيعي لفترة تصل إلى عام دون تناول أي أدوية علاج مرض السكري.
- الخمود الممتد: عندما يستمر الخمود الكلي في الأقل 5 سنوات فأكثر.
كيف يمكن الوصول بمرض السكري إلى وضع الخمود؟
مع أنّ مرض السكري النوع الثاني أكثر انتشارًا من النوع الأول، إلا أن علاج السكري النوع الثاني نهائيًا أو ما يسمى الخمود الكلي أو الممتد يمكن الوصول إليه عن طريق بعض التعديلات في حياة المريض مثل:
- ممارسة الرياضة.
- فقدان الوزن الزائد.
- الالتزام بنظام غذائي صحي.
- الأدوية.
لماذا يساعد فقدان الوزن في علاج السكري النوع الثاني نهائيا؟
عادة يصاحب الوزن الزائد تراكم الدهون في منطقة الخصر وهذا بدوره يسبب تجمع هذه الدهون على الأعضاء الداخلية مثل الكبد والبنكرياس، هذا يسبب حالة تسمى مقاومة الأنسولين (Insulin resistance) حيث لا يستجيب الجسم للأنسولين.
لذا فإن فقدان الوزن الزائد بواسطة طرق التخسيس المختلفة يُحسّن من استجابة الجسم للأنسولين الذي يُفرز داخليًا، أو الأنسولين العلاجي وبالتالي علاج السكري النوع الثاني نهائيا.
الأنظمة الغذائية ومساهمتها في السيطرة على مرض السكري
أثبتت الدراسات أن فقدان حوالي 15 كيلوغرام من وزن الجسم بشكل سريع وآمن يساهم في دخول مرض السكري في حالة الخمود وعلاج السكري النوع الثاني نهائيا، لاسيما إذا بدأت خطة فقدان الوزن بمجرد تشخيص مرض السكري النوع الثاني.
ومن أهم الأنظمة الغذائية التي تساهم في خمود مرض السكري:
- الإقلال من الكربوهيدرات والإكثار من البروتين.
- الإقلال من السكر الأبيض واللجوء إلى بدائل السكر.
- الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف التي تبطئ عملية هضم الكربوهيدرات والسكريات.
عملية تحويل مسار المعدة لعلاج السكري النوع الثاني نهائيا
ينصح الدكتور محمد البنا باللجوء إلى جراحة تحويل المسار التي تساعد في علاج مرض السكري النوع الثاني نهائيًا ، وذلك في حالة فشل طرق التخسيس المعتادة في الوصول إلى حالة الخمود.
ومن مميزات عملية تحويل مسار المعدة أنها تُغير في طريقة تعامل الأمعاء والبنكرياس مع الطعام وتحدث التغيير في الهرمونات المعوية التي تساعد على امتصاص الجلوكوز.
هذا ينتج عنه تحسن سريع في نسبة سكر الدم قبل أن البدء في فقدان الوزن، إذ لا يحتاج حوالي 90% من مرضى السكري النوع الثاني إلى أي علاج نهائيًا بعد عملية تحويل المسار لمرضى السكر.
الوزن المثالي لعملية تحويل المسار
عملية تحويل المسار هي الاختيار الأمثل لعلاج السكري النوع الثاني نهائيا في الحالات التالية:
- السمنة المفرطة (عندما يكون الوزن الزائد أكثر من 50 كيلوغرام أو مؤشر كتلة الجسم 40 فما فوق).
- السمنة المتوسطة (مؤشر كتلة الجسم 35) لكن يصاحبها أمراض مزمنة أخطرها مرض السكري ومضاعفاته.